خواطري

كيف تكون مبدعاً؟ صراعي مع الإبداع

كم شعرت بالدهشة عندما رأيت تلك الأعمال التي تشع إبداعًا من كل جانب! كنت دائمًا أسأل نفسي: كيف أصل إلى هذه المرحلة من الإبداع؟ كيف يصل هؤلاء الأشخاص إلى هذه الدرجة العالية من التميز؟ هل الإبداع صفة موروثة أم يمكن اكتسابها؟ وهل بإمكان أي شخص أن يصبح مبدعًا؟

لقد خضت هذا الصراع لفترة طويلة. في كل مرة أحاول أن أبدع في شيء، أجد نفسي عاجزًا عن الوصول إلى ما أطمح إليه. وصلت إلى مرحلة لم أعد أرغب في البدء بأي مشروع خوفًا من الفشل أو من النتيجة غير المرضية. لقد قيدني هذا الخوف كثيرًا، وجعلني أتساءل: هل هؤلاء الأشخاص مختلفون؟ هل يمتلكون صفات ومقومات تميزهم وتجعلهم مبدعين؟ أم أن المشكلة تكمن في نفسي، وأنني لا أمتلك ما يتطلبه الإبداع؟

بعد كل هذا الوقت الذي قضيت فيه أفكر في كيفية الوصول إلى الإبداع، وهل يمكنني الوصول إليه بمفردي أم أحتاج إلى من يرشدني، توصلت إلى أهم الدروس التي يمكن أن تساعد أي شخص على أن يخطو نحو الإبداع خطوة بخطوة. إليك أهم ما تعلمته:

1- قلد كثيرًا لتبدع في النهاية

أحد أهم الأمور التي يجب أن يدركها الإنسان أن الإبداع يمكن أن يبدأ بالتقليد. لكن احذر من الوقوع في فخ التقليد طوال حياتك بحجة أنك تريد أن تكون مبدعًا. التقليد يجب أن يكون لفترة محددة حتى تتشكل لديك قاعدة متينة تستطيع الاعتماد عليها لبناء إبداعك الخاص. أشبه ذلك بمواد البناء؛ لا يمكنك بناء منزل دون الطوب والأسمنت والماء. بالتالي، التقليد هو مرحلة أساسية توفر لك المواد اللازمة للانطلاق.

2- جرب مرارًا لتصل إلى الإبداع مرة واحدة

من الصفات الرئيسية التي يتميز بها المبدعون هي التجربة المستمرة. قد يحاول الشخص مئات المرات ليبدع مرة واحدة فقط. ولو نظرت إلى التاريخ، ستجد أن إديسون حاول أكثر من 99 مرة قبل أن يبدع ويخرج لنا المصباح. وهناك العديد من الأمثلة التي تؤكد أن النجاح والإبداع هما نتيجة لتكرار المحاولة.

3- لا تنخدع بالأعمال الإبداعية

قد تظن أن الأعمال الإبداعية التي تراها تم إنجازها بسهولة وبسرعة. ولكن الحقيقة أن هذه الأعمال استغرقت وقتًا طويلاً لتصل إلى ما هي عليه الآن، ولم يعمل عليها شخص واحد فقط، بل فريق كامل من الأشخاص. خذ على سبيل المثال برنامج “وورد” الذي أكتب عليه الآن؛ تطويره استغرق سنوات، وكان خلفه شركة كاملة.

4- من عاش مع المبدعين أصبح مبدعًا

يقال: “إن أردت النجاح، فصاحب الناجحين”. وكذلك الإبداع، إذا أردته، فكن مع المبدعين. وإن لم تستطع، يكفيك أن تطلع على أعمالهم الإبداعية وتتعلم منها.

5- توقعاتك الإيجابية ترفع مستوى إنجازك

هل سمعت يومًا عن “تأثير بجماليون” (Pygmalion Effect)؟ هذا التأثير يشير إلى أن التوقعات الإيجابية العالية من الآخرين تجاه شخص معين تؤدي إلى نتائج إيجابية أكثر من هذا الشخص. بعبارة أخرى، كلما أحطت نفسك بأشخاص متفائلين يشجعونك، زادت فرصتك في الإبداع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى