خواطري

الأساس الحقيقي لاستمرار العلاقات

عندما نتحدث عن العلاقات، لا نعني بالضرورة العلاقة بين الرجل والمرأة فقط، بل نناقشها بشكل أوسع لتشمل علاقة الصديق بصديقه، وعلاقة الفرد بزملائه في العمل، وعلاقة الأبناء بآبائهم، والرجل بزوجته، وغير ذلك.

الاستمرار المثمر

الاستمرار في العلاقة لا يعني فقط البقاء، بل أن تكون العلاقة مثمرة، تحقق نتائج إيجابية على مستوى الفرد والمحيطين به. هناك علاقات تستمر رغم ما تسببه من أذى نفسي أو جسدي، وذلك لأسباب متنوعة قد تبرر هذا الاستمرار المؤقت. لكن، في النهاية، إذا غابت الأسس الصحيحة، فإن النتيجة الحتمية غالبًا ما تكون الانفصال. قد يكون السبب الوحيد وراء استمرار تلك العلاقات لفترة هو بقايا من الاحترام أو التقدير.

الاحترام والتقدير: حجر الأساس للعلاقات

استمرار أي علاقة يعتمد بشكل أساسي على الاحترام والتقدير المتبادل بين أطرافها. يجب على كل طرف أن:

  • يحترم مشاعر الآخر: لا يجرح مشاعره ولا يقول ما يسبب له الألم النفسي.
  • يحترم خصوصيته: لا يكون فضوليًا أو يتدخل في الأمور الشخصية لدرجة التجسس.
  • يحترم مساحته الخاصة: يعطيه حريته ويعترف بحاجته للخصوصية.
  • يحترم حاجاته وضعفه: يتفهم احتياجاته ويكون داعمًا في لحظات الضعف.

التقدير: المحرك الخفي للعلاقات

التقدير هو المحرك الذي يجعل العلاقة أقوى وأعمق. عندما يُقدر كل طرف ما يفعله الآخر، تنمو العلاقة وتزدهر. لا يجب أن يكون هناك طرف معطاء والطرف الآخر غير مقدّر، أو يشعر أن العطاء حق مكتسب. إذا حدث ذلك، سيتوقف “المحرك” وسيبحث الطرف المعطاء عن علاقة أخرى تُقدر مجهوداته.

التقدير ليس ماديًا فقط، بل قد يكون معنويًا، وهو أعظم أنواع التقدير، مثل:

  • شكر الزوج لزوجته على إعداد وجبة يحبها.
  • شكر المعلم لطلابه على جدهم واجتهادهم.
  • تعليق إيجابي على محتوى مفيد على الإنترنت يُعد تقديرًا كبيرًا لصانع المحتوى الذي بذل جهدًا.

في الإسلام، يُعرف هذا النوع من التقدير بعبادة “جبر الخواطر”، وهي قيمة عظيمة تدفع الأشخاص للاستمرار في العطاء.

الحب وحده لا يكفي

الحب ليس المحرك الرئيسي لاستمرار العلاقات. الحب يمكن أن يشعل شرارة البداية، لكنه لا يكفي وحده لتحريك “محرك” العلاقة. الوقود الحقيقي للعلاقات هو الاحترام والتقدير. بدون هذا الوقود، تتعطل العلاقة مهما كان الحب قويًا.

فما رأيكم؟ هل يمكن لعلاقة أن تستمر دون احترام وتقدير، حتى وإن كان الحب موجودًا؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى